نحن......وعندما يشمر الرجال عن سواعدهم/د.بتار العربي

(نواكشوط 24)  ظلت موريتانيا إلى وقت ليس ببعيد طريحة فراش الفساد والنهب والكيل بمكيالين, وبينما هي تصارع من أجل البقاء, وترد أنفاسها األخيرة أرتفع إلى السماء صوت المظلومين ونجوى المواطنين الصالحين تضرعا إلى هللا وتقربا منه, ورجاءا في تغير الحال واألحوال, فظهر رجل آل على نفسه - وتعهد أمام هللا وأمام شعبه, وعنده للعهد معنى- أن يضع حدا لذلك. دوت حناجر التأييد والمساندة, وسال حبر المثقف الفطن والمدرك لكنه الفضية وجوهرها, ومدى تأثيرها اإليجابي على العباد والبالد. وليس الملفت إلى االنتباه عملية القضاء على الفساد فحسب, وإنما نباهة الرجل وهدوئه مع حنكة سياسية صال بها وجال في ثكنات العسكر, و وضع رحالها قي وزارة الدفاع ورئاسة البالد. وألنه كان مراقبا و متتبعا لما يدور خلف الكواليس , بل مدركا لكيفية الحكم وعالقة الحاكم بالمحكوم قرر المضي قدما وبخطى 
ثابتة حتى يتبين الخيط األبيض من األسود وتتالشى ضبابي ة الحكر واالحتكار, ونهب خيرات البالد وأكل المال العام تحت أي ذريعة كانت ومهما كان مستوى حصانة أصحابها, ليكونوا عبرة لمن ستخول له نفسه 
التفكير مستقبال في ذلك. والن لكل أرض رجال ولكل زمن أبطال, فقد شمر الرجل عن ساعده وتصدى بكل شجاعة وإقدام للفساد ومن يقوم به ضاربا بعرض الحائط القبلية والجهوية وحتى الصداقة, الن مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات, والمثل الفرنسي يقول amis bons les font comptes bons les. وانطالقا من ذلك فإننا كمواطنين متابعين للمشهد الوطني, ومتحمسين إلى المزيد من المصداقية وحسن التسيير وتحسين الظروف 
بمختلف مجاالتها, نطالب في نفس الوقت بالشفافية والعدالة, وإعطاء كل ذي حق حقه, والعناية التامة بمن يتهم بالفساد وأكل المال العام وغيره, وجعله في الظروف المالئمة التي تساعده على الدفاع عن نفسه وتضمن له حقوقه كاملة, ونحن من يقول : (كرش ما فيها أعظامما اترادس).

القسم: