على هامش السجال/ تقي الله الأدهم
لغة الفضاء الأزرق، لدينا ،تجاوزت حد التنابز إلى مستوى من الوقاحةوالعنف اللفظي المنذر باندلاع الفتنة وهيمنة الغوغائية .
بات من اللازم ،النظر بجدية وحزم ،في سبل ترشيد " الخطاب الأزرق"، للحيلولة دون انهيار منظومة أخلاقية وثقافية هي أساس لُحمة وتماسك ساكنة هذا المنكب .
لايتعلق الأمر بسن قوانين - رغم الحاجة إلى ذلك- بقدر ما ماينبغي التفكير الجاد في جلوس الفرقاءالافتراضيين -وماأكثرهم- على طاولة النقاش بهدف تحديد مفردات قاموس النقد، وتداول الرأي والرأي الآخر ، والاتفاق على " نزع أسلحة " القبلية والجهوية والطائفية والشرائحية المزروعة بدهاء بَدَوَّي مكشوف ،في مختلف وسائط التواصل.
قدم لي أحد خبراء حقل الاتصال خارطة تقريبية، تُبيَّن مستوى انشغال اللوبيات القبلية والجهويةبالحضور والسعي إلى التأثير في الفضاء الأزرق، تلميعا وتحاملا، باستخدام المعروف والمستعار والجائز والممنوع والصالح والطالح ،سبيلا إلى نيل القسط الأكبر من الكعكة ودحر من يُفترض أنهم أعداء أومنافسون بلغة عمرو بن كلثوم.
لا علم لي بدرجة دقة ومستوى جودة خلاصة صديقي الخبير ، لكن تأملي لآليات تنظيم حملات بعض (نكرات )المدونين ،وانتشارها كالنار في الهشيم ،منحني فكرة مؤداها أن خلف الستار تنظيما وتخطيطا وتدبيراً ..
وجدت النخبة ضالتها في العالم الأزرق لتمارس هوايتها المفضلة المتمثلة في سياسة النعامة ، فردمت رأسها بوقاحة في طين البحث البدائي عن لقمة العيش ورعاية الفراخ !
من أي منطلق، وكيف يتجرأ البعض على محاولة النيل من علم ومكانة العلامة الشيخ عبد الله ولد بيه ، والعلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو والعلامة الشيخ محمد ولد سيدي يحي؟
بأي معنى يحتدم السجال بخصوص موقف العلامة بداه - رحمه الله تعالى - من التصوف ، ويتم إخضاع تسجيلاته الصوتية للحذف والزيادة في غرف المونتاج المظلمة؟
لمصلحة من تُقتطع جمل ومحاور من محاضرات العلامة محمد سالم ولد عدود، ليكون في نظرهؤلاء متصوفا، وفي نظر أولئك سلفيا ؟
من وزع منشورات وتسجيلات سعت يائسة إلى طمس العزاءالكبير و إجماع الموريتانيين ودول الجوار على محبة وتقدير خليفة الطريقةالقادرية الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بويه-رحمه الله تعالى-؟
أعتقد أن مواجهة هذا الحريق، تقتضي بالضرورة عزل المهرجين الباحثين عن الشهرة بقبيح اللفظ ووقيح المفردة،بتعرية نهجهم وكشف حِيَّلِهم،والعزوف عن الدخول معهم في سجالات عقيمة ، لن تشكل في نهاية المطاف إلا صبا للزيت على النار..
بلغ السيل الزبى !