وزير الزراعة يفتتح الورشة الوطنية لبرمجة الحملة الزراعية لموسم 2023/2022

افتتح وزير الزراعة آدما بوكار سوكو صباح اليوم في نواكشوط أعمال الورشة الوطنية لتخطيط وبرمجة الحملة الزراعية لموسم 2023/2022.
 و أوضح الوزير في كلمة بالمناسبة أن هذا اللقاء  يجسد الإرادة الصادقة في إشراك كل الفاعلين في القطاع الزراعي لإيجاد تصور حول الجهود الواجب بذلها من أجل ضمان تحقيق الأمن الغذائي.

 

 وأضاف أن الظرفية الاستثنائية الحالية تتسم  بتفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي بسبب النقص الحاد في التساقطات المطرية خلال الموسم الأخير وانعكاسات جائحة كوفيد 19 هذا بالإضافة إلى الأزمة االروسية الأوكرانية وتاثيرها على التموين بالمواد الغذائية والمدخلات الزراعية و خاصة القمح والأسمدة. 

 

 وأشار إلى أن العمل على توفير الغذاء الكافي للسكان أصبح لزاما لضمان السيادة الوطنية، و هو ما عبر عنه  فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في خطابه بمناسبة الذكرى الحادية و الستين لعيد الاستقلال  الوطني حين قال " ونحن ندرك أن الأمن الغذائي، مسألة سيادية ومصيرية، وأنه لا مناص لنا من تحقيق الإكتفاء الذاتي، على الأقل في المواد الغذائية الأساسية ". 

 

وبين أن الحكومة تعمل، بإشراف معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود، على تجسيد هذه الرؤية وذلك بتسخير الطاقات البشرية و الموارد المادية من أجل تثمين المقدرات الزراعية واستغلالها لتحقيق الأمن الغذائي في البلاد مع ضمان الاستدامة البيئية وجعل هذه المقدرات فرص اقتصادية يمكن الاعتماد عليها.
ونبه إلى أن  مصادقة الحكومة في اجتماعها الآخير على بيان حول المبادرة التعبوية الوطنية من أجل النهوض بالزراعة في موريتانيا برهان صادق على الإرادة السياسية للسلطات العليا في البلد من أجل مكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي. 

 

 وقال إن هذه الورشة تهدف  إلى عرض حصيلة الحملة الزراعية المنصرمة 2022/2021 و استخلاص العبر منها واتخاذ ما يلزم من تدابير عملية لتجاوز العراقيل المسجلة والتشاور مع كافة الفاعلين في القطاع الزراعي من أجل برمجة دقيقة للحملة الزراعية المقبلة 2023/2022 والتحضير المحكم لها مع التركيز على تنمية الشعب الزراعية الأساسية (شعبة الحبوب و الخضروات) بزيادة الإنتاج والإنتاجية.

 

و ثمن معالي الوزير مستوى مشاركة مختلف هيئات القطاع والفاعلين الاقتصاديين والتنظيمات المهنية التي تعكس الأهمية القصوى التى يوليها القطاع لنجاح هذه الورشة، آملا أن تشفع الورشة بنقاشات هادفة و تخرج بتوصيات تنير طريقنا لإطلاق حملة زراعية ناجحة والدفع  قدما للنهوض بالقطاع الزراعي. 

 

وأكد في الختام  على  أن هذه الحملة ستشكل بداية مسار شامل لا رجعة فيه نحو تحقيق الأمن الغذائي. 
 وكان رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد ألقى كلمة أوضح فيها ان الحرص على إشراك كل الفاعلين في هذه الورشة يعكس الإيمان بأهمية تضافر جهود الجميع لانجاح هذا الموسم وبواجب تقييم الخطوات التي تم قطعها في سبيل تحقيق الأمن الغذائي.

 

 وأشار إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بمعالجة الاشكالات البنيوية التي حالت دون تحقيق بلادنا الاكتفاء الذاتي وهو ما يفسر الإرادة الصادقة والاستراتيجيات النوعية التي اقترحها لتجاوز هذه الصعاب وتوجيه السلطات العمومية والشركاء والفاعلين في القطاع الخاص وتحفيزهم على أهمية الاستثمار في القطاعات الإنتاجية وتثمين الموارد الأولية للبلاد بوصفها موارد متجددة تمتص اليد العاملة وتحقق الأمن الغذائي للمواطنين ولا ترتهن للتحديات الخارجية أو تقلبات الأسواق.

 

 ونبه إلى أن القطاع الخاص سارع، تلبية لتلك الندا ءات والتوجيهات ومواكبة للجهود الحكومية الى المشاركة في تجسيد هذا التوجه والى ان ثمار ذلك واضحة من خلال تحقيق الأمن الغذائي في مجال الأرز وفي مجالات علف الحيوان وتوفير الحاصدات واستثمار آلاف الهكتارات ووضع القروض الخاصة بترقية هذه القطاعات.
 وجدد سعي القطاع الخاص واتحادياته من أجل  الوفاء بتلك الالتزامات وخلق المزيد من المشاريع في القطاع الزراعي والعمل على انجاح الحملة المقبلة والاستفادة من مختلف الدروس التي ستتوج أعمال الورشة.

 

 أما ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو في بلادنا السيد اليكساندر هيين فقد ذكر بوجود مقدرات زراعية ومائية واراضي زراعية في موريتانيا وبوجود شعب زراعية ذات انتاجية عالية إضافة إلى بعض البنى التحتية من طرق وكهرباء وغيرها الى جانب سكان شباب.
 وقال إن ضمان حملة زراعية في مختلف الشعب الزراعية يتطلب جهود كل الفاعلين والأطراف المعنية  ومواكبة المنتجين عبر توجيه سليم للموارد دون أن ننسى دور البحث الزراعي.
 وقال إن موريتانيا تم قبول مشاركتها في مبادرة " يدا بيد " التي أطلقها المدير العام لمنظمة "الفاو" وهي مبادرة نموذجية للبلد بهدف تسريع التحول الزراعي والتنمية المستدامة ومكافحة الفقر والجوع وسوء التغذية.

 

  وأضاف أن هذه المبادرة ترمي إلى تحديد الأولويات وفرص الإستثمار وتسهيل الشراكة الفنية والمالية.
 كما ستشارك موريتانيا مع سبع دول في المنطقة في مبادرة ألف قرية رقمية بهدف التقليل من الهوة الرقمية التي يواجهها صغار المزارعين وسكان المناطق الريفية وهو ما سيمكن موريتانيا من الحصول على مشروع جهوي لتعزيز قدرات صناع القرار واطر القطاعات والباحثين والقطاع الخاص من أجل التخطيط وتنمية البنى الزراعية الرقمية طبقا لوثيقة استراتيجية عامة حول الزراعة الرقمية.

 

 وبدوره ثمن رئيس الاتحادية الوطنية للزراعة السيد جا ادم عمار تنظيم هذه الورشة التي تشكل فرصة لتبادل وجهات النظر بين مختلف المتدخلين في القطاع الزراعي بغية إيجاد حلول ناجعة للمشاكل المطروحة.
 

وحضر حفل افتتاح الورشة وزير التنمية الحيوانية ومستشار برئاسة الجمهورية ومستشار بالوزارة الاولى وعدد كبير من الباحثين والمهتمين بالشأن الزراعي في بلادنا.