نعم إنّ الدّم العربيّ واحد رغم أنف الأنظمة العميلة!/ الدكتور أوس نزار درويش
ماجرى في مباريات كاس العالم والمقامة حاليا في قطر أكّد لي وبشكل قاطع أن الدم العربي واحد والشعب العربي شعب واحد من المحيط الى الخليج رغم كل محاولات أعداء الأمة العربية من أمريكا والكيان الصهيوني وعملائهم من بعض الأنظمة العربية المطبعة والعميلة للكيان الصهيوني.
ففي بلدي العظيمة سوريا عندما لعبت قطر والسعودية نسينا كل الخلافات السياسية وكل ما فعلته حكومتا البلدين في بلدنا من دعم للارهاب وتخريب لسوريا وهذا ماجاء على لسان رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم .كل هذا نسيناه وعندما لعبت السعودية وقطر قمنا وبشكل عفوي بتشجيعهم وحزننا على خروج قطر وفرحنا بفوز المنتخب السعودي على المنتخب الارجنتيني بنجومه الكبار بقيادة ميسي .فرحنا لاننا لاننظر اليهم الا كعرب وهم يبادلوننا نفس الامر ولكن المشكلة في انظمتهم التي حاولت دق الاسفين بين شعبنا وشعبهم ولكن كل هذا لم ينجح.
ad
لقد فرحت كثيرا في مونديال قطر عندما رايت التطبيع مع الكيان الصهيوني يسقط نعم يسقط فالكيان الصهيوني نجح بالتطبيع مع بعض الانظمة العربية ولكنه فشل فشلا ذريعا بالتطبيع مع الشعوب العربية وهذا ماشاهدناه في كاس العالم عندما قام بعض المواطنين العرب القطريين والجزائريين والسعوديين بطرد مراسل احدى القنوات الصهيونية حتى بدا هذا المراسل كالشخص المنبوذ ومشهد اخر عندما قام احد المشجعين السعوديين بالصراخ وشتم احد المراسلين الصهاينة واحداث اخرى حدثت لدرجة ان مراسل احدى القنوات الصهيونية قد صرح اننا في قطر بتنا كالمنبوذين فعلا.
والشي الجميل الاخر في هذا المونديال هو منظر العلم الفلسطيني الرائع الذي نشاهده في الكثير من المباريات وخاصة مباريات المنتخبات العربية
كل ماتقدم يؤكد لنا بما لايدع مجالا للشك بان العرب هم شعب واحد همهم واحد قضيتهم واحدة يتعاطفون ويقفون مع بعضهم البعض بشكل عفوي وان كل الخلافات التي جرت في المنطقة بفعل الانظمة العربية العميلة المرتبطة بامريكا والكيان الصهيوني فهذه الانظمة هي اساس الداء والبلاء
وكم تمنيت لو يقف العرب مع بعضهم البعض في المحافل الدولية والسياسية والاقتصادية كما وقفوا مع بعضهم في مباريات كاس العالم
كم تمنيت لو تقف الدول العربية والانظمة العربية مع القضية الاساسية للعرب الا وهي القضية الفلسطينية بدعم المقاومة الفلسطينية وبالوقوف في وجه العدو الاساسي للعرب الكيان الصهيوني
كم تمنيت لو تتمرد بعض الانظمة العربية الخليجية على وجه التحديد وتضغط على الولايات المتحدة عن طريق سلاح النفط اسوة بما حدث في حرب تشرين التحريرية لكي تتوقف امريكا عن غيها واستبدادها وعنجهيتها في دعم الكيان الصهيوني
كم تمنيت لو تساهم بعض الانظمة الخليجية في فك الحصار الارهابي الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على الشعب السوري لتركيعه عن طريق الاقتصاد بعد ان عجزت عن تركيعه عن طريق الارهاب .
كم تنميت لو تتخذ دول التحالف التي تحارب اليمن بقيادة السعودية قرارا بايقاف الحرب الارهابية الوحشية على الشعب اليمني وان تسهم في مصالحة يمنية شاملة وان تساهم في اعمار ونهضة اليمن
لكن كل تمنياتي لن تحدث بسبب ارتهان هذه الانظمة للمشاريع الامريكية الصهيونية بشكل كلي وكامل
لكن مايدعو للامل وللتفاؤل الشعوب العربية الحية فالكيان الصهيوني نجح جزئيا بتطويع بعض الانظمة العربية ولكنه فشل في اخضاع الشعوب العربية فكل الشعب العربي ينظر للكيان الصهيوني على انه العدو الاساسي وعلى ان القضية الفلسطينية هي القضية الاساسية والمركزية للعرب
وفي النهاية اقول نعم ان الدم العربي واحد لان الشعب العربي بالاساس شعب واحد في دول متعددة اوجدتها اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة فالعرب مايجمع بينهم وحدة الدم والتاريخ والمصير المشترك وهذه الفترة العصيبة التي تمر بها الامة العربية ستنتهي وسننهض من سباتنا العميق لان الامة العربية امة عظيمة وامة خالدة ولن تكون الا امة عظيمة وهذه الفترة العصيبة التي نعيشها ستنتهي وسننهض من جديد وباذن الله.
كاتب وباحث سياسي عربي سوري وأستاذ جامعي في القانون العا