انطلاق فعاليات الملتقى الدولي حول المخطوطات الموريتانية نواكشوط

نظم مركز الدراسات والبحوث في الغرب الصحراوي(سيروس) بالشراكة مع جامعة نواكشوط و وزارة الثقافة، وبدعم من جهة نواكشوط وبعثتي التعاون الألماني والفرنسي بموريتانيا، اليوم الثلاثاء في نواكشوط ملتقى دولياً حول المخطوطات الموريتانية..المجاميع والصيانة والتثمين.

ويتنزل هذا الملتقى في نسخته الأولى،والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام ضمن احتفالية نواكشوط عاصمة الثقافة الإسلامية 2023، ويشارك فيه عدد من الباحثين والمختصين في علم المخطوطات قدموا من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليمن والمغرب والجزائر والسنغال ومالي والنيجر، إضافة إلى مشاركة عدد من الباحثين الموريتانيين جلهم من الشباب.

ولدى افتتاحه الملتقى، قال معالي وزير التوجيه الإسلامي والتعليم الأصلي، وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان وكالة، السيد الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب، إن المخطوطات تعد أهم مكونات التراث الثقافي باعتبارها الذاكرة الحية للأمم واهم مصادر تاريخ المجتمعات الحاضنة لآثارها وقيمها وحضارتها، كما لا يفوتكم الكم الهائل المتنوع والنفيس الذي تزخر به بلادنا من مخطوطات، إذ تقدر بحوالى 100 ألف مخطوط موزعة على ما يناهز 800 مكتبة رسمية وأهلية في عموم التراب الوطني.

مضيفا أن التدوين انطلق مبكرا في القطر الشنقيطي، منذ القرن الهجري مع كتاب الإشارة في تدبير الإمارة للإمام الحضرمي المتوفى 489 هجرية فرسالة اللمتوني الموجهة للفقيه المصري السيوطي 898 هجرية لينتشر لاحقا في الحواضر القديمة ولاته ، تيشيت ، وادان و شنقيط و يزدهر في القرنيين 11 و 12 الهجريين ليصل أوجه في القرن 14 ثم إنه بفعل رحلات الحج والتبادل المعرفي مع المشرق والمغرب الإسلاميين وما صاحب ذلك من تأثير وتأثر وصلات، كل ذلك أورث بلادنا كما هائلا من المخطوطات ذات القيمة المعرفية والكمية النادرة في العالم الإسلامي.

وعبر الوزير في ختام كلمته عن أمله أن يشكل مثل هذا الملتقى الهام فرصة لإثارة اشكالية وضعية المخطوطات ببلادنا حفظا وتثمينا، مما سيشكل لبنة جديدة في وضع تصورات ورسم استراتيجيات من شأنها منح هذا الكنز المعرفي الهام والمتنوع مستحقه من الاهتمام والرعاية والتثمين.

من جهته رحب لبروفسير عبد الودود ولد الشيخ رئيس مركز الدراسات والبحوث في الغرب الصحراوي “سينروس ” بالمشاركين في هذا الملتقى العلمي حول المخطوطات الموريتانية ومقتضيات جمعها حفظها وتثمينها، معبرا عن شكره لكل الأطراف التي ساهمت في تحضير وتنفيذ هذه التظاهرة العلمية الهامة.

وأضاف أن المشاركين في هذا الملتقى المنعقد على مدار ثلاثة أيام، سيبحثون في إشكالية العدد الهائل من المخطوطات متناولين بالبحث والدراسة جميع الجوانب المتعلقة بالمخطوطات الموريتانية القديمة.

بدورها رحبت صاحبة السعادة إيزابيل هنين سفيرة جمهورية ألمانيا الاتحادية في نواكشوط،بمشاركتها في أعمال المؤتمر الدولي للمخطوطات حول موضوع المخطوطات الموريتانية حفظها وتثمينها .

وأشارت إلى أنها المرة الأولى منذ عام 2015 ينظم ملتقى بهذا الحجم، كجزء من مشروع الحفاظ على التراث الثقافي بتمويل ودعم مشترك من قبل الصندوق الثقافي الفرنسي الألماني.

وأضافت السفيرة أن التعاون الفرنسي والألماني، نتجت عنه جملة من المشاريع المشتركة في مجالات المخطوطات ، والتي تعد أحد الجوانب الثقافية الهامة في موريتانيا.

كما عبّرت السفيرة عن التزام وزارة الخارجية الألمانية في سياستها الثقافية الخارجية بحماية الموروث الثقافي والمخطوطات الإقليمية في جميع أنحاء العالم، وعلى وجه الخصوص في موريتانيا وموروثها الثقافي.

من جهته أكد نائب رئيس جامعة نواكشوط، السيد، المختار فال، أن مايهم الجامعة بمضامين هذا الملتقى هو بالأساس الجانب المتعلق بالرقمنة، حيث بات من الضروري التفكير في حلول نموذجية ومبتكرة لجمع ورقمنة وفهرست المخطوطات الموريتانية.

جرت وقائع افتتاح هذا الملتقى بمشاركة نخبة واسعة من الباحثين والأكاديميين الوطنيين والأجانب المهتمين بالمخطوطات التراثية.