راي النشرة المغاربية: هل تضيع موريتانيا هذه الفرصة؟

تنعقد في العاصمة الموريتانية اليوم الخميس السادس ديسنمبر قمة افريقية لدول الساحل بحضور دول مهتمة بقضايا الساحل والصحراء   وهي القمة التي تسعى من ورائها مورتيانيا والدول الاعضاء الى جمع التمويل من جيوب المانحين قصد تحقيق الاهداف المعلنة في استراتيجية التجمع وخاصة فيما يتعلق بالامن والتنمية.

 وبغض النظر عن ما يكتنف هذا التجمع وظروف انعقاده ومناخات نشأته ومغزى حماسة الاخوة الخليجيين لحضوره الا ان الامر الواضح هو ان هذه المنطقة تعيش تحولات عميقة مرتطبة باجندات دول كبرى في العالم ..

فبعد انحسار ما يسمى بالربيع العربي واما خلفه من انهيار لدول رائدة وفاعلة في المطقة كالحالة الليبية  وما تركته من ارث كبير وكذا انخفاض قبضة الدولة الجزائرية على مناطق نفوذها التقليدي في دول الساحل  حيث كانت تتقاسم مع ليبيا النفوذ منافصة دون مشاركة اي كان يبدو  والحال هذه ان فرنسا تسعى جاهدة الى الدفع بموريتاينا لتلعب دورا محورا في هذه المنطقة لحاجة في نفوس اسياد المنطقة القدامى..

لقد تحولت موريتانيا فعلا في السنوات الاخيرة من تلك الدولة الضعيفة  والهشة امنيا واقتصاديا في غرب افريقيا والتي كانت هي نفسها مسرحا للاعبين اقليميين كبار  يحتكرون قيادة المشهد الاقليمي في المنطقة عبر ادواتهم الى دولة فاعلة ومؤثرة ومشاركة في صياغة المشهد الاقليمي بامتياز..

 و قد تمكنت  موريتانيا بفضل سياسة السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومساعدة  الاصدقاء الفرنسيين الى  الاستفادة من موقعها الجيوسياسي والاستراتيجي ومن مخزونها التاريخي في المنطقة  وقد استطاعت فعلا ان تنظم قمما وان تقود مبادرات اقليمية مكنت البلد من التموقع في المنطقة بشكل مريح..

وما كان لموريتانيا  ان تحتل هذا الدور لولا مقارباتها الامنية التي اتت اكلها  واثبتت الوقائع نجاعتها لهذا جاء سر اهتمام دول في الخليج العربي بالبلد قصد الاستفادة من وراء ذالك..

غير ان السؤال الذي يطرح نفسه بالالحاح هل تدرك النخبة الحاكمة في موريتانيا هذه الحقائق وهل لدى نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز من الاطر والكفاءات السياسية من هو مؤهل لتوظيف هذه المعطيات الموضوعية الهامة حتى يتمكن البلد  فعلا من الحفاظ على هذا الدور المتقدم اقليميا ودوليا.. ام ان هذه المبادرات  وهذه الوقائع اطارئة ستضيع كما ضاعت مبادرات قبلها..؟

 

 النشرة المغاربية

 

القسم: