(نواكشوط 24) إن ظاهرة الإرهاب تعد قديمة متجددة ،عرفها الإنسان منذ أن وطأت أقدامه أديم المعمورة، فكان أول مظهر لذلك هو جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل، ثم عرفتها المجتمعات في العصور المتتالية ما قبل التاريخ (  أي قبل اكتشاف الكتابة) ثم تطور مع تطور الإنسان.
و لم تتفق الأبحاث و لا الدراسات التي قيم بها حول وضع مفهوم محدد ، وجامع ومانع  و شامل لتعريف الإرهاب، فقد عرف بأنه كل عمل يقوم به فدر أو أفراد منتظمون في جماعة لهدف بث الرعب أوالخوف والهلع في النفوس بغية تحقيق أهداف نفعية،مالية ،أو  أيديولوجية أو سياسية أو اقتصادية معينة أو حتى عرقية أو قومية أو طائفية ، وإذا كان جل الدارسين لم يستطيعوا تحديد مفهوم شامل للإرهاب فإنهم متفقون على أنه يسبب الخوف والرعب للبشرية .
وقد تعددت الأسباب الظاهرية والباطنية لهذه الظاهرة، فهناك من يرى أن سببها إقتصادي ( الحصول على المال من خلال بيع المخدرات والمؤثرات العقلية، والاتجار بالأعضاء البشرية،والنهب، والاختطاف بغية الحصول على المال عن طريق عمليات الفداء) أو إجتماعي ( التهميش،ا لبطالة، إنعدام العدالة ،الغبن،..) أو أسباب سياسية ( تصفية حسابات بين تيارين أو أكثر سياسيين...) أو عرقية أو قومية لهدف معين.
وقد بذلت جهود كبيرة محليا واقليميا ودوليا للقضاء على  هذه الظاهرة .
لقد تعددت المقاربات و محاولات الحد من انتشار الإرهاب ، إلا أن تلك المقاربات لم تؤتي أكلها نظرا لقلة التمويل والعتاد، والخبرة وأحيانا عدم الجدية أو نجاعة الحل العسكري الذي يفضله الغرب كحل لأزمة العصر،(الإرهاب). وعليه فإننا وانطلاقا من تجربتنا ومتابعتنا لمجريات الأمور حول القضاء على الإرهاب نقترح حلولا قد تكون انجع من الحل العسكري الذي لا يزيد الأمور إلا تعقيدا من وجهة نظرنا طبعا .
ومن أبرز تلك الحلول ما يلي:

✓الحوار المباشر مع الجماعات المسلحة التي تتبنى الفكر المتطرف.
✓إعداد مقاربات أمنية و تنموية من شأنها تحصين الشباب الذي هو وقود الجماعات وذلك من  خلال توفير فرص عمل، و التعريف بوسطية الاسلام و بعده عن الغلو والتطرف ، و تنظيم العديد من المحاضرات العلمية التي تهدف إلى بيان وسطية الإسلام و براءته التامة عن كل فكر متطرف ...
✓المشاركة السياسية في بناء الوطن، من خلال إعطاء الكل فرصة يخدم فيها وطنة ويساعد على بناءه.
✓ تبادل المعلومات الاستخباراتية و التنسيق المنظم بين الدول الإقليمية والدولية حول سبل القضاء على هذه الظاهرة.
✓ السعي إلى و ضع خطط استراتيجية من شأنها تعزيز التعاون المشترك سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي....

خولصة القول أن الإرهاب ظاهرة قديمة متجددة، لها أسباب موضوعية، يمكن التغلب عليها مع الوقت، من خلال إعداد مقاربات أمنية و تنموية قريبة أو بعيدة المدى، ومشاركة الكل في عملية الحل سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدول.