العلامة عبدالله الله بن بيه رؤية فكرية شاملة لعالم متلاقح ومتصالح / محفوظ بداه

 

العلامة عبدالله الله بن بيه رؤية فكرية شاملة لعالم متلاقح ومتصالح .

ظل الشيخ عبد الله بن بيه حفظه الله مكرسا عمره للبحث فى قضايا العصر ومشكلاته مدافعا عن الإسلام ونظرته للتعايش والتلاقى العالمى .

وظل يقوم بمهام المجتهد المعاصر الحديث الذى ينفض عن الشريعة غبار التقليد والجمود فى بيئة صعبة ومليئة بالتفسيرات والأفهام الخاطئة لشريعة الإسلام فسدد وقارب ووضع منهجا علميا منطقيا ياخد من عموم الشرع وواقع العصر سبيلا لإيجاد وضع عالمى تسمو فيه الأخلاقيات وتغيب العصبيات وصولا إلى الإخوة الإنسانية التى يجمع عقلاؤها على مبادئ الخلق والسلم والتراحم بين بنى البشر .

مجتهد زاهد بفكر واع وراشد .

يعتبر التكوين المحظرى والموسوعية لدى الشيخ عبد الله بن بيه قاعدة صلبة مكنته من اتقان البحث والمناظرة فى قضايا العصر العملية المبهمة. وجدد فى جزئيات التشريع وبناها على كليات تتخذ من المقاصد وأسباب الخلاف مساغا للتوسعة فى الدين والتيسير على الناس .وكانت الجاليات المسلمة فى الغرب نالت نصيبا وافرا من مجهود الشيخ تبصرة وتعليما وتقويما للمناهج العلمية فى الفتوى والأخذ بها .

 واثرى باجتهاداته مجامع البحوث والإفتاء الإسلامية فى اصقاع الأرض مما جعله يلقب بابن رشد المعاصر مع زهد وورع واجتهاد صائب حصنه من مزالق الاجتهاد والتجديد التى جرفت كثيرين فى هذا العالم .

والمتابع لنشاطاته واسهاماته لايخفى عليه أنه كل يوم فى صولة فكر وسياحة ذكر لله ، يقيم مصالح الدين وينشر فضائله ويغرى الآخر بجمال الإسلام وسماحته فتطرق الأ سماع لحديثه وتطأطأ الرؤوس لدقة وعقلانية مقدماته المنطقية للقضايا الشائكة فيتقاطر العالم برموزه وروؤسه على نشاطات العالم ابن بيه لتاثرهم بمنهج الشيخ وعلميته وثراء تجربته.

 

منتدى للسلم فى عالم مضطرب 

كانت إسهامات منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة واضحة جدا وقدمت مقاربات وأطروحات عالمية أسهمت فى تقارب رؤى مفكرى وقادة الأديان من مختلف الشعوب وأجلت الغبار عن ما علق بالأفهام من أخطاء تفسيرية لمفهوم الدين والاجتهاد وموضوع الفتوى وقواعدها وعم قضايا أخرى كالوطنية والانتماء والعرق والتجانس والتعايش وبذل السلام للعالم .

وظل شيخنا يجول فكريا فى قضايا هذا العالم الذى آمن بالمشترك بين بنيه جميعا فوسع نشاطاته العلمية والفكرية فوصلت القارة السمراء وتلاقي مع علمائها لبحث علل هذه القارة المغبونة التى يضربها الإرهاب والتشتت والفتن فحاول ردم هوة الخلاف ووأد الفتن والصراعات عبر تثقيف علمائها ومدهم بأصول وقواعد تدعم المشترك وتثرى الموجود وتبنى عليه وتزينت العاصمة انواكشوط هذه الأيام بالمؤتمر الذى حل شيخنا ضيفا عليه حفظه الله وأدام عليه الصحة والعافية