اول تصريح لعمدة عرفات بعد تنصيبه
عندما ارتديت أمس شعار تولي بلدية عرفات للمرة الثالثة، أحسست بطعم مختلف عن المرتين السابقتين.. كنت كل مرة أشعر بأن حملا ثقيلا وضع على كتفي، وأن آمالا علقت بقطعة القماش التي تحمل ألوان العلم الوطني الذي أرتدي..
ليس من السهل عبور هذا الشعور دون حالة من الزهو، تخالط الشعور بالمسؤولية، يبعثها نيل ثقة هذا الكم من المواطنين، واستمرار هذه الثقة رغم كل محاولات التأثير عليها.. لقد شعرت أمس بالزهو على منصة التتويج كما لم يحدث في السابق.
كانت سحابة الزهو تتلاشى مع الشعور بهم الحمل وثقله، والتخوف ألا أكون عند حسن ظن أولئك الذين تعبوا، وعبؤوا، وناضلوا من أجل الوصول إلى هذه اللحظة، ولكن العكس- أو قريبا منه - هو ما وقع بالأمس، على منصة التنصيب؛ فقد تلاشت كل سُحُب الهمّ، أمام الشعور بحجم النصر الذي حققه شعب عرفات وقواه الشبابية، والسياسية، بمختلف توجهاتها، وخلفياتها.
لو أتيح لي أن أتحدث على المنصة أمس لقلت إني أهدي هذه اللحظة إلى أولئك الذين واصلوا أيام الحملات بأشواطها الثلاثة في التعبئة والتحسيس، وحض أهل عرفات على الدفاع عن إرادتهم، وانتخاب لائحة المعارضة..
إلى أولئك الذي تركوا مشاغلهم الشخصية، والعائلية، ورابطوا في ساحات العمل والنضال، طيلة الأسابيع الماضية ليرفعوا تحدي الشوط الأول والثاني والثالث..
إلى تلك الأم التي اعتادت ترك بيتها، وفيه الرضيع والرضيعة من أبنائها، وبناتها، والصغير، والصغيرة من فلذات أكبادها..
إلى ذلك الأب الذي آثر جهده في الحملة على قضاء الأوقات مع أسرته، والسعي في حاجاتها الخاصة.
إلى كل صاحب عمل قدم العمل لإنجاح خيارات التغيير، ولبى نداء الحرية والكرامة، ونافح عن خياراته، وأنفق من ماله الخاص.
إلى زملائي السياسيين في أحزاب المعارضة، وإخواني وأخواتي مناضلي ومناضلات حزب تواصل، وقد أثبتوا أن رهانهم على الإرادة الحرة، والتصميم القوي لناخبي عرفات، كان في محله.. وأثبتوا أن خيار المشاركة الفعالة، والحضور القوي، هو الخيار الأصوب في مواجهة آلة التزوير، والتخويف، التي يستخدمها النظام وتتفنن كل مكوناته في إبرازها في وجه المواطن.
إلى كل من أمل في أن تكون لائحة المعارضة، ممثلا لإرادته، والبرنامج الذي قدمت ملبيا لطموحه للمقاطعة.
إلى كل هؤلاء أهدي وقوفي أمس في منصة التنصيب، وأهدي ذلك الشعور بزهو الانتصار الغالي الذي صنعته الإرادة الحرة لساكنة عرفات..
وأجدد العهد على مواصلة العمل على نفس النهج الذي يعرفه أهل عرفات، وهو نهج السعي في المصالح، وتخفيف المعاناة، في حدود الإمكانات المتاحة، والبقاء على اتصال يومي بكل ساكنة المقاطعة.. وإبقاء باب البلدية مفتوحا في وجه كل مواطن..
لقد خرجنا من عمل حقق النصر على آلة القمع، والتزوير، والتخويف...وبدأنا عملا سيراكم الإنجاز بحول الله، ويحقق للمواطن ما يرفع منسوب الثقة في مشروع التغيير..
نسأل الله أن نكون عند حسن ظن من أحسن الظن بنا، وأن يوفقنا لما فيه خير البلدية والوطن عموما..
ونبرؤ من حولنا وقوتنا، ونعتصم بحول الله وقوته... هو حسبنا ونعم الوكيل.