القمة المغاربية المرتقبة هل هي الحل..؟

الدعوة التي وجهتها الدولة الجزائرية لجهة عقد قمة لوزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي في اسرع وقت هي خطوة مهمة وتستحق الاهتمام الكبير ولعلها  تذكرنا بمنظومة اقليمية  اسمها الاتحاد المغاربي الذي طواه النسيان وتجاوزته الاحداث العاصفة التي تعرضت لها المنطقة دولا وشعوبا في السنوات القليلة الماضية..

اليوم تاتي المبادرة الجزائرية كما لو انها رد ضمني على الخطاب الاخير لملك المغرب محمد السادس بمناسبة العيد الوطني لبلاده والذي كان فيه واضحا وصريحا حين دعا اشقاءه في الجزائر الى طي صفحة الماضي والى فتح الباب لحوار ثنائي اساسه الشفافية والصراحة بين البلدين  دون شروط مسبقة حوار ثنائي يسمح بعودة العلاقات الاخوية والودية التي تجمع الشعبين الشقيقين ..

لهذا فاننا نعتقد ان المعضلة الحقيقية لاتحاد المغرب العربي تكمن في الخلافات الثنائية المستحكمة بين المغرب والجزائر اساسا ، وما لم يلتقي الطرفان  بنية صادقة وارادة جادة ويتفقا على تجاوز تلك الخلافات وينزعا ما في صدورهما من غل، فلن تقوم للاتحاد المغاربي أي قائمة وسيبقى كما كان جثة هامدة لاحياة فيها..

لهذا السبب فان انعقاد أي قمة  فوق بركان تلك الازمات الانفجارية لن تكون مجدية ولن تحقق ما تصبوا اليه شعوب المنطقة من تنمية، ومن رقي ،  وتبادل تجاري واقتصادي  الذي بات يشكل  اليوم مطلبا لدى ابناء المنطقة خاصة في ظل الموارد المالية الضخمة التي يقتطعها البلدان  كل  عام للإنفاق على خردة السلاح..

نخلص اخيرا الى ان لا احد من الوزراء المغاربيين يملك عصا سحرية تستطيع انتشال الاتحاد المغاربي من وهدة الجمود والركود، ولن تستطيع أي قمة مهما كان مستواها اعادة الروح الى هذا الجسم العليل، ما لم  يتم حل الخلاف بين الشقيقيين الكبيرين المغرب والجزائر  فخلافاتهما هي العائق الاول والاخير في استعادة هذا الاتحاد لالقه وقوته..

النشرة المغاربية  

القسم: